السبت، 9 أغسطس 2008

ماذا يقرأ عرب اليوم؟

هل أنت ممن يحبون القراءة ؟ أو ممن يظنون أن العلم هو مايوجد في كتب المدارس فقط ؟ وفي فترات الصيف لا تكاد تفقه شيئاً ؟ أو أنك ممن لا يقرأون أبداً ؟
ماذا يقرأ عرب اليوم؟
كتاب صدر قبل سنتين من تأليف أشرف بكر وتناول بالدراسة والتحليل أزمة الكتاب في عالمنا العربي بوصفه أهم مصادر التلقي والمعرفة، وباعتبار القراءة أهم وسيلة للتعلم والتعليم قديما وحديثا.

يستعرض المؤلف واقع أزمة الكتاب والقراءة في مجتمعاتنا العربية مقارنا ذلك بالغرب الذي تتقدم بخطى متسارعة في الاكتشافات العلمية والتقنية ، وسجل ملايين النسخ من المبيعات للكتب والإصدارات المختلفة.. فما الذي حل بأمة “اقرأ” حتى أصبحت لا تقرأ؟ يتساءل المؤلف.. وما سر هذه المفارقة بين الواقع الغربي المتقدم، والعربي المتقهقر؟
وهل يعود ذلك إلى أن “صناعة الكتاب” تعاني من أزمة حادة في بلداننا العربية، وما تأثير شيوع ثقافة المشافهة على أزمة الكتاب العربي؟ وما الدور الذي يلعبه الإعلام في واقعنا؟ ومن الذي يشكل عقل القارئ العربي؟
ويقول الكاتب : في تقديري أن ثمة اغتصاب واضح وفاضح للتأليف فهي مهنة من لا مهنة له, ويذكر الكثير من المضحك المبكي حول الرجل الخارق الذي يؤلف في الطب و الفلسفة و الدين و التاريخ, فقط قدم إليه موضوعا وفي ثلاث أيام تجد كتابا جاهزا لديه!. و يذكر أن أحد كتب الطب الشعبي حقق أرقام بيع قياسية رغم أن مؤلفه لا يعرف شيء في هذا العلم.
ويشير إلى ظاهرة الكتب الأكثر مبيعا التي جلبت من الغرب و التي كشفت الحقائق مؤلمة فقد سيطرت كتب السحر و الشعوذة و التنجيم و الطبخ و الزينة و الأزياء على هذه القائمة دائما بين العرب.
ويشير المؤلف إلى أن حالة النشر في العالم العربي المحاطة برقيب يتمتع بحرية أكبر من الكاتب مزرية ومخزية، وتلك نتيجة منطقية لمصادرة الرأي وسياسة تكميم الأفواه، ومحاربة الفكر.. بكل ما يعنيه ذلك من قتل للإبداع، وتجفيف لمنابع الخلق والابتكار. ذلك أن حرية التعبير وحرية التفكير وحرية اختيار الموضوعات وطرق تناولها وإشكالياتها – يقول المؤلف - هي التي يمكن أن تحرك الكتاب من كبوته وتجعله مطلباً قوياً ملحاً لمختلف شرائح المجتمع.
ويقارن المؤلف هذه الصورة الباهتة للكتاب ومكانته في عالمنا العربي بالمكانة والمنزلة التي يحظى بها في الغرب ، حيث يعد الكتاب جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
ونقل العديد من الدراسات حول مشكلة القراءة في الوطن العربي منها أن الطفل العربي لا يقرأ إلا 100 صفحة في العام بينما يقرأ نظيره الغربي 50 كتاباً. ومنها أن حجم النفقات على الكبريت و القداحة في الأردن يبلغ مليون دولار بينما لا يتجاوز حجم الأنفاق على الكتاب النصف مليون. ويقول أن أجمالي عدد الكتب المترجمة في العام الواحد في الدول العربية المجتمعة هو 330 كتابا وهذا يعادل خمس مما تترجمه اليونان وهي دولة صغيرة لا يتجاوز سكانها العشرة ملايين.
وقد أشارالى أن علاقة النساء أكثر قربا بالقراءة من الرجال لكن للأسف كل ما يقرؤونه هو المجلات النسائية الترفيهة و الموضة و الأزياء.

ليست هناك تعليقات: